الحماية ضد الإستغلال الجنسي للأطفال في الانترنت


في الربع الأول من عام 2013 وصل عدد مستخدمي الإنترنت في المملكة العربية السعودية إلى حوالي 16 مليون مستخدم أي مايعادل 54%
وفي أواخر العام لسنة 2013 تعلن شركة statista أن المملكة العربية السعودية تعد
 المركز الثالث من بين دول العالم في إستخدام الإجهزة الذكية . وليس بالأمر السئ أن نلحظ هذه التطور لكن الأسوء إن لم تكن هناك حماية أو رقابة من الدولة أو التوعية من الأهل خاصة.
وحسب إحصائيات شركات أمنية قد تعرض ثلاثة ملايين ونصف من مستخدمين الإنترنت في المملكة العربية السعودية إلي شكل من أشكال جرائم امن المعلومات خصوصا أن أشهرها كان عبارة عن إبتزاز وتشهير وجرائم إباحية إخرى .

حقيقة ما أسمعه من أرض الواقع أكثر من مايتم إعلانه في الصحف من إبتزاز وتشهير إباحي إلى أن وصل الحال إلى تجارة الإبتزاز !!    سواء إبتزاز من هم من جنس الذكور أو الإناث ..حيث يقوم الجاني بإغواء المجني عليه الى ان يقع مصيدة ابتزازه بصور فاضحة مطالبا المجني عليه مبالغ ماليه هائلة بمقابل عدم التشهير ...وهذه تعتبر أكثر الجرائم في الوقت الحالي نظرا لوجود الكثير من المواقع الاجتماعية والبرامج التي على الأجهزة الذكية مثل WHOISHERE , WECHAT ,BADO
خصوصا أننا في دولة قائمة على الإسلام والشريعة الإسلامية لابد من محاربة مثل هذه الظواهر وتجنيد سلاح أمن المعلومات للحماية ضد الإستغلال الجنسي .

طبعا كبداية يجب أن نقر بأن إستخدام الإنترنت كوسيلة من وسائل نشر المواد الاباحية و التي تتضمن تحرشا جنسيا بأطفال قُصَّر هي ظاهرة منتشرة في كل انحاء العالم و يجب محاربتها و الحد منها. لكن اذا ما أخذنا بعين الاعتبار الحجم الهائل للفضاء السايبيري و الكم الضخم من المعلومات التي تتنقل بين أجهزة المستخدمين، بالإضافة الى سهولة التخفي و صعوبة فرض قوانين صارمة في الانترنت، فإننا سرعان ما ندرك أن هذه الحرب لن تكون سهلة على الإطلاق، و تتطلب إمكانات هائلة جدا.

بعد بحث وتحري لوجود حلول ...أطلعت على التجربة البريطانية من Jim Gamble رئيس مركز حماية الاطفال ضد الإستغلال الجنسي Child Exploitation and Online Protection Centre (CEOP) http://ceop.police.uk


تم إنشاء مركز الـ CEOP قبل 5-6 سنوات تقريبا لملاحقة أي نوع من أنواع الاستغلال الجنسي عن طريق الإنترنت وتسليم المستغلين للعدالة, بالإضافة إلى توعية المجتمع بخطورة ظاهرة الإستغلال الجنسي للأطفال .ويعد المركز مركز حكومي يضم أفضل المتخصصين في أمن المعلومات بالأخص إلى تحقيق جرائم أمن المعلومات , كما أن المركز يعتبر كأي مركز دفاع داخلي يشمل قوات عسكرية مسلحة خاصة تقوم ( مثل قوات مكافحة الإرهاب ) لمداهمة المستغلين جنسيا للأطفال ,ويعد المركز تابع لـ Serious Organised Crime Agency ( SOCA ) . ويمكن التعرف أكثر بزيارة الموقع


وقد تم تصنيف طرق المستغلين جنسيا للأطفال عبر الإنترنت حسب إحصائيات مركز CEOP و خبرة السيد Jim Gamble
إلى قسمين:
1- معظم الدراسات التي شملت مناطق مختلفة في العالم تؤكد تورط أشخاص من عائلة الضحية بغاية التجارة لإستغلال الطفل وهذه إحدى الحقائق الصادمة
2- و بحسب دراسة أعدها الـ CEOP مؤخرا، فإن 56% من محاولات استدراج الاطفال عبر الانترنت تتم عبر برامج التخاطب المباشر , حيث يتم إستدراج الضحية من خلال الإنترنت لممارسة الجنس سواء كان جسديا أو صوتيا او كتابيا ...



ومن الحوادث التي ذكرها السيد Gamble التي لفتت إنتباهي في الية عمل محققي جرائم امن المعلومات في تعقب الجاني. يقول Gamble
في إحدى مشاهد التحرش الجنسي التي تحصَّل عليها المركز، كان المتحرش جنسيا بالطفل يجلس على اريكة ذات لون مميز. و تبين للمركز أن هذا النوع من الأثاث و بهذا اللون تحديدا دخل منه إلى بريطانيا ما يقارب الـ 460 قطعه فقط من خلال متجر أثاث مشهور. و في غضون ايام تحصَّل المركز على قائمة بأسماء جميع من قاموا بشراء أريكة مطابقة للتي بالمشهد، و بعد أسابيع قليلة من التحري و التقصي، تم القبض على الشخص المطلوب، و الذي تبين للأسف أنه والد الطفل الذي كان يتحرش به جنسيا في المشهد!
--------------

أوكد ان الغرض من هذه التدوينة ليس بحث أسباب ظاهرة الإستغلال الجنسي للإطفال , بل تسليط الضوء على التجربة البريطانية في محاربة هذه الظاهرة والإستفادة من خبراتهم .


وفي ألاخير : أعتقد أن الجميع أدرك مخاطر الإنترنت و الثورات التقنية وظواهر الإستغلال الجنسي .. ولايعني كون الطفل أو الطفلة في البيت أمام الجوال أو الكمبيوتر أنه في امان او منعزل عن العالم الخارجي ..فقد يضم العالم الوهمي ناس لانرغب أن يكونو برفقتهم وأرجو أن تصل الرسالة وتؤخذ التجربة البريطانية في محمل جد والتركيز في مجال تحقيق جرائم أمن المعلومات ..
لحماية أطفالنا ومجتمعنا من الإستخدام القبيح للتقنيات..



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

;